هياكل بشرية على طريق المحمودية يسير الزعر
قصة مأساوية أوجعت قلوب المصريين، وجعلتهم يترحمون على ايامًا مضت كانت الجيرة هي اأثمن شيء يميز حواري مصر، فعندما كنا نرى جار غاب لمدة يوم كان الجميع يسرع ليطرق بابه سائلا عن سبب غيابة، وهو ما اختفت كل هذه المشاعر بعدما تفجرت خلال الايام الماضية وفاة الزوجين اللذان ألُقي برفاتهما على طريق محور المحمودية، بعد العثور على هيكلهِما العظميان داخل مسكنهما الكائن في نطاق دائرة قسم شرطة سيدي جابر لمدة 7 أعوام، يرجع لعدم وجود أبناء أو أشقاء لهما، وانعزالهما عن جيرانهما منذ إقامتهما في منزلهما.
التحقيقات تكشف
كشفت التحقيقات التي تجريها نيابة محرم بك في الإسكندرية، أن عدم اكتشاف واقعة وفاة الزوجين اللذان ألُقي برفاتهما على طريق محور المحمودية، بعد العثور على هيكلهِما العظميان داخل مسكنهما الكائن في نطاق دائرة قسم شرطة سيدي جابر لمدة 7 أعوام، يرجع لعدم وجود أبناء أو أشقاء لهما، وانعزالهما عن جيرانهما منذ إقامتهما في منزلهما وفقا للشروق .
وتعود الواقعة، إلى وجود هياكل عظمية، مدفونة بطريق محور المحمودية، أثارت جدلًا كبيرًا، وذعرًا بين أهالى الحضرة الجديدة، بالقرب من كوبري الزهور، وسط الإسكندرية، قبل أن يبلغوا قسم شرطة محرم بك، بوجدود جثث فى حالة تعفن، على الطريق العام، قبل أن يكتشفوا هوية الجثامين، وسر دفنها وهوية من قاموا بفعل ذلك.
بداية الواقعة
يوم السبت الماضي، تلقى اللواء سامى غنيم، مدير أمن الإسكندرية، بلاغا من إدارة البحث الجنائي، يفيد بتلقي قسم شرطة محرم بك، بلاغا بالعثور على جثث فى حالة تعفن، على الطريق العام. حسبما ذكر موقع "الوطن".
انتقلت قوة أمنية من القسم، وتبين أثناء المعاينة، أن الهياكل العظمية تعود إلى جثتين، وجرى ندب الأدلة الجنائية ورفع البصمات من مكان الواقعة، ونقلت الهياكل إلى مشرحة كوم الدكة للتعرف على البصمة الوراثية للجثث، وتحرر محضر رقم 11085 إدارى محرم بك، وجار العرض على النيابة، للبدء في التحقيقات لمعرفة سبب قتل الجثث.
فحص بلاغات التغيب
فحص بلاغات التغيب في حادث "الهياكل العظمية".. والغموض يسيطر على الواقعة، قررت النيابة إجراء تحليل DNA للهياكل، لتحديد أعماره أصحابها وهويتهما عما إذا كانت الجثث "ذكور أو إناث".
الجثث مدفونة منذ فترة
وكشفت مصادر أمنية، أنه جرى تشكيل فريق بحث وتحر للوقوف على ملابسات الواقعة، وبدأت القوات في فحص بلاغات التغيب في أقسام الشرطة بالمديرية والمديريات المجاورة، منذ فترة كبيرة، بعد أن تبين أن الجثث مدفونة منذ فترة تتجاوز الـ40 يوما، ومراجعة الكاميرات، على مدار الفترة الماضية، ومناقشة أصحاب المحال ووراد المكان للوصول إلى أي معلومات تقود فريق البحث لتحديد هوية المجني عليهما، والوقوف على ملابسات الجريمة.
التحريات: تشكيل عصابي السبب
ذكرت تحريات الأجهزة الأمنية أن تشكيلا عصابيا تخصص في الاستيلاء على الشقق، زور عقد الشقة التي يقيم فيها الضحايا - الهياكل العظمية - بعد أن تبين أنهما لم يظهرا في المنطقة لفترة زمينة كبيرة، وفي أثناء دخولهم الشقة عثروا عليهما في حالة تحلل، فنقلوا الهيكلين لمكان العثور عليهما، وألقي القبض على المتهمين، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق.
وأوضحت التحريات والتحقيقات التي جرت تحت إشراف المستشار محمد عبدالسلام المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، أن وراء ارتكاب الواقعة، تشكيلا عصابيا يضم 6 متهمين وراء الواقعة يقودهم موظف، تخصص في النصب والتزوير.
اعترافات المتهمين
"مقتلناهمش.. هما كانوا ميتين ومتحللين في شقتهم وإحنا أكرمناهم ودفناهم وخدنا الشقة".. اعترافات موظف و5 آخرين بتفاصيل تزوير عقد شقة وإخفاء جثامين "زوجين" ودفنهما في الإسكندرية.
وقال المتهمون أمام القاضي في أثناء تجديد حبسهما بمحكمة جنايات الإسكندرية، "الشيطان قالنا الميت أبقى من الحي.. والمال الحرام مش بيدوم ومفيش جريمة كاملة".
موظف وزوجته ماتا قبل 3 سنوات
أظهرت التحريات الأولية لقوات الأمن أن الزوجين لم ينجبا أبناء، وأنهما على مدار الـ3 سنوات الماضية، لم يغادرا الشقة، ولم يقم أحد بزيارتهما، وأنهما كانا في عزلة تامة، بحسب ما جاء على لسان الجيران.
أظهرت التحريات الأولية لقوات الأمن أن الزوجين لم ينجبا أبناء، وأنهما على مدار الـ3 سنوات الماضية، لم يغادرا الشقة، ولم يقم أحد بزيارتهما، وأنهما كانا في عزلة تامة، بحسب ما جاء على لسان الجيران.
ورجحت التحريات تصور للجريمة، جاء كالتالي: "عن أن الزوجة 65 عاما، توفيت قبل زوجها 70 عاما، نظرا بسبب أمراض الشيخوخة.. دون أن يتمكن زوجها من الإبلاغ لكونه طريح الفراش مصابًا بشلل يعوقه عن الحركة تمامًا، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة عقب وفاتها، بأيام قليلة".
وعقب استيلاء تشكيل عصابي على شقة المجني عليهما، بعقد مزور منسوب ملكيته لأحد الأشخاص من أفراد التشكيل العصابي، وبعد أن كسروا باب الشقة للاستيلاء عليها فوجئوا بـ"رفات" الزوجين داخل الشقة، فقاموا بوضعهما في جوال وألقوا بهما بطريق المحمودية، وأظهرت الكاميرات المتهمين في أثناء التخلص من الرفات فألقي القبض عليهم. حسبما ذكر موقع "الوطن".
عقوبة المتهمين في واقعة الهياكل العظمية
قال طارق إبراهيم، المحامي بالنقض وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين،، إن المتهمين يواجهون 4 جرائم في واقعة العثور على الهياكل العظمية بالإسكندرية، منها الاستيلاء على عقار ملك الغير، وتزوير مستندات، والاعتداء على حيازة الغير، والتخلص من رفات مواطنين دون الإبلاغ، فالجرائم الثلاث الأولى مترابطة، إما أن يعاقب عليها القاضي كل جريمة منفردة أو يقضي بالحكم بالعقوبة الأشد، وقد يصل إلى حبس 15 عاما.
وأوضح "إبراهيم" أن اقتحام الشقة والاستيلاء على الممتلكات بداخلها يقعان تحت طائلة الجنح، ويعاقب عليها بالحبس من 6 أشهر وحتى 3 سنوات، وفقًا لقانون العقوبات المصري.
كيف تكشف العظام تاريخ الوفاة؟
الدكتور أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، رجح عدم وجود شبهة جنائية في الحادث، حال العثور على العظام في أماكن الوفاة كالسرير أو المقعد، حيث إن الجثة تتحول لعظام بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الوفاة، وهو ما سيكشفه الطب الشرعي لاحقا.
وأضاف فودة، لـ"الوطن"، أن الجثث تتحلل بعد الوفاة، حيث تتفكك الدهون والمناطق الممتلئة من الأرداف وغيرها، ليصبح هيكلا عظميا فقط خلال عام، ليخف وزن العظام بعد ذلك أيضا، مرجحا أن تكون الوفاة منذ عامين إلى 3 أعوام تقريبا.
وأشار إلى أن العظام تتحلل تماما بعد 50 عاما، موضحا أن الطب الشرعي يفصل في الحالة الجنائية وفقا لشكل العظم وتحليل السموم الذي يجرى عليه، والأنسجة المرتبطة به، فضلا عن دراسة مسرح الجريمة.
وفي تفاصيل التحقيقات جاء الآتي:
جيرانهما ذكروا أن الزوجة البالغة من العمر 65 عاما كانت تعاني من مرض الشيخوخة وربما توفيت نتيجته، وأن زوجها (70 عاما)، من محافظة القاهرة، كان طريح الفراش، ولم يتمكن من الإبلاغ عنها لإصابته بشلل يعوقه عن الحركة، ثم توفي بعدها بأيام لعجزه عن مساعدتها، ولعدم وجود علاقة مباشرة للزوجين بجيرانهما، لم يلاحظ الجيران أي رائحة تدل على وفاتهما.
وبحسب الشروق أمرت نيابة محرم بك، تحت إشراف المستشار محمود الغايش، المحامى العام لنيابات شرق الإسكندرية، بحبس 6 أشخاص، 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهما بإلقاء "رُفات" الزوجين، في الطريق العام، وتزوير أوراق ملكية الشقة السكنية "محل إقامتهما"؛ والاستيلاء عليها.
كما أمرت النيابة برئاسة المستشار أحمد سمير، بسرعة استقدام تقرير الصفة التشريحية لبيان أسباب الوفاة، بعد أن استمعت للمتهمين، ومطالعة التقرير الخاص بتحليل البصمة الوراثية "DNA" للهياكل العظمية التي وجدت في حالة تحلل وتم التعرف منه على هوية الزوجين.
فريق البحث الجنائي
وكان فريق بحث جنائي تحت إشراف اللواء شريف رؤوف، تمكن من ضبط 3 من المتهمين من خلال تفريغ الكاميرات، حيث كانوا يستقلون دراجة نارية "تروسيكل"، وتخلصوا من الرفات بطريق محور المحمودية، وهم: فني تكييف، 29 عامًا، مقيم في منطقة العامرية، وعامل خردة، 30 عامًا، مقيم في منطقة محرم بك، وقهوجي، 38 عامًا، مقيم في منطقة محرم بك.
وبتقنين الإجراءات وضبطهم، اعترف المتهمون باشتراك آخرين معهم في التخلص من رفات الزوجين، وهم: تاجر سيارات، 24 عامًا، مقيم في منطقة محرم بك، وشخص أخر، حاصل على ليسانس، (28 عامًا)، مقيم في منطقة باب شرقي، وثالث بالمعاش، (66 عامًا)، مقيم في منطقة محرم بك، قاموا بالاتفاق معهم على نقل مخلفات من شقة في منطقة سيدي جابر.
السوشيال ميديا
القصة أثارت الجدل على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث عبر رواد موقع فيس بوك عن ذهولهم لما وصل له المجتمع وما وصلت له الجيرة في مصر ، وتسائل العديد منهم كيف لزوجين ان يتوفاهما الله ولا يشعر بهم أحد من الجيران.

تعليقات
إرسال تعليق